الأربعاء، 10 أبريل 2013

الاثار السلبية للزنا


قال تعالى (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) إن الله سبحانه لم يأمر بشيء إلا وفيه مصلحة ملزمة ولم ينه عن شيء إلا وفيه مفسدة ملزمة ومن الأخير الزنا الذي يعتبر من أكبر الكبائر أما تعريفه هو وطئ المرأة حراماً بلا عقد ولا شبهة عقد مختاراً وعرف بغير هذا وحكمه وهو من المجمع على تحريمه في كل ملة حفظاً للنسب ولذا كان من الأصول الخمسة التي يجب تقريرها في كل شريعة وهو من الكبائر المعلومة قطعاً من الكتاب والسنة والإجماع إن لم يكن ضرورة من الدين والآيات التي دلت على تحريمه عديدة منها ما افتتحنا به حديثنا وقد جاء في تفسيرها فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الباقر عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً}يَقُولُ مَعْصِيَةً وَمَقْتاً فَإِنَّ اللَّهَ يَمْقُتُهُ وَيُبْغِضُهُ قَالَ { وَساءَ سَبِيلًا } هُوَ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَاباً وَالزِّنَا مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ

أسباب الزنا

أسباب الزنا كثيرة وتعددت إلى حد كبير وسوف أشير في هذه العجالة إلى بعض العناوين فمن أسبابها التفسخ الأخلاقي . الغزو الفكري استعمار بلاد المسلمين من قوى أجنبية.الاختلاط بين الرجال والنساء في الأعمال والأسواق والمدارس وغيرها. التأخير في الزواج التهاون بالدين .عدم التربية الصالحة من الأبوين عدم إشباع الرغبة الجنسية بطريق مشروع حتى للمحصنين والمحصنات .الانفتاح والتساهل الخارج عن الحدود الشرعية .نشر الثقافة الماجنة من المقروء والمسموع والمرئي .

الآثار المدمرة للزنا

جاء الإسلام لبناء مجتمع طاهر نظيف متماسك قوي يشد بعضه بعضاً ووضع له نظام الأسرة الكريمة المكون من الأبوين والأولاد والأجداد والأعمام والعمات والأخوال والخالات وهكذا الترابط الأسري والنواة الأولى للأسرة هي الزواج ونهى عن الزنا حيث يقضي على الأسرة ثم بدوره يقضي على المجتمع الصالح بل يؤدي إلى هلاكه ونذكر الآن بصورة مختصرة لبعض الآثار السيئة للزنا كاختلاط الأنساب فبالزنا لا يعرف الولد أباه ولا يعرف الرجل ولده والتقاتل بين الناس في التواثب على المرأة الواحدة خصوصاً إذا كانت جميلة في جسدها وكم حصل قتال شديد بين جماعات راح ضحيته عدد من الرجال لأجل امرأة بذلك ينهار المجتمع و قتل النفس فإن وضع الرجل ماءه في غير موضعه هو قتل للمجتمع قتل النفس ابتداء كما أنه إذا انعقدت النطفة أو صار جنينا فتحاول المرأة الزانية أو الرجل الزاني إسقاطه وقتله والتخلص من آثاره وإذا ترك وخرج إلى المجتمع أصبح شريراً وهو قتل للمجتمع بصورة أخرى كما أن المرأة الزانية يستقذرها كل طبع سليم ولا يحصل بينها وبين الزوج أي مودة أو محبة ولا ألفة وبذلك تنهار الأسرة وكذلك الرجل إذا تعرض لأعراض الآخرين يكون منبوذاً وعند انتشار الزنا لا يوجد هناك فارق بين الإنسان والحيوان فأكثر الحيوانات لا يتعين الأنثى للذكر فكذلك الإنسان إذا انتشر الزنا وفتح بابه فيصر كل واحد من الرجال يثب على أي امرأة شاء ولا تختص برجل فيكون الإنسان والحيوان على حد سواء بل ثبت أن بعض الحيوانات الأنثى تختص لبعض الذكور فلا ينزو غيره عليها والمرأة شريكة حياة الرجل من الناحية الجسدية والروحية فيحصل بينهما المحبة والمودة والألفة بل يلزم أن يكون التزاوج مبني على العشق بينهما ولا يحصل ذلك إلا بالزواج ولا يحصل بالزنا ومن أهم وظائف المرأة هو بناء الأسرة من تربية الأولاد والقيام بشؤون المنزل وأن تكون سكناً للرجل وهو يكون سكناً لها { هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ } ولا يحصل ذلك إلا أن تكن المرأة مختصة برجل واحد وليس بالزنا فالمجتمع الصالح مبني على الكرامة للمرأة والرجل بينما المرأة الزانية لا يوجد لها أدنى كرامة في داخل المجتمع فيبقى عارها وشنارها إلى أعقابها وفي نفس الوقت تصبح سلعة تباع وتشترى بينما إذا كانت لرجل واحد أصبحت عزيزة مكرمة وبالزنا تحصل الأمراض المزمنة والفتاكة بالمجتمع كما في وقتنا الحاضر من انتشار أمراض الإيدز والأمراض الزهرية في الأعضاء التناسلية بسبب الزنا والعلاقات غير الشرعية وفساد المواريث بين أفراد الأسرة وفوضوية توزيع الثروة الاقتصادية .

موت الفجأة

ورد في جملة من الروايات إذا كثر الزنا كثر الموت الفجأة ولعل ذلك من باب نشر الأمراض الجسدية والأمراض النفسية التي تحل بالمجتمع جراء العلاقة غير المشروعة وَجَدْنَا فِي كِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا مِنْ بَعْدِي كَثُرَ مَوْتُ الْفَجْأَةِ.

وَإِذَا طُفِّفَ الْمِكْيَالُ وَالْمِيزَانُ أَخَذَهُمُ اللَّهُ بِالسِّنِينَ وَالنَّقْصِ.

وَإِذَا مَنَعُوا الزَّكَاةَ مَنَعَتِ الْأَرْضُ بَرَكَتَهَا مِنَ الزَّرْعِ وَالثِّمَارِ وَالْمَعَادِنِ كُلَّهَا.

وَإِذَا جَارُوا فِي الْأَحْكَامِ تَعَاوَنُوا عَلَى الظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ.

وَإِذَا نَقَضُوا الْعَهْدَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ.

وَإِذَا قَطَّعُوا الْأَرْحَامَ جُعِلَتِ الْأَمْوَالُ فِي أَيْدِي الْأَشْرَارِ.

وَإِذَا لَمْ يَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَلَمْ يَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَمْ يَتَّبِعُوا الْأَخْيَارَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ شِرَارَهُمْ فَيَدْعُوا خِيَارُهُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ وَعَنِ النَّبِيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا وَالرِّبَا فِي قَرْيَةٍ أُذِنَ فِي هَلَاكِهَا.

يبطل الدين عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ: اتَّقِ الزِّنَا فَإِنَّهُ يَمْحَقُ الرِّزْقَ وَيُبْطِلُ الدِّينَ.
الزنا والفقر عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنه قَالَ:الزِّنَا يُورِثُ الْفَقْرَ وَعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ:الذُّنُوبُ الَّتِي تَحْبِسُ الرِّزْقَ الزِّنَا.

كما تدين تدان عَنِ الْحَضْرَمِيِّ عَنِ الصَّادِقِ رضي الله عنه قَالَ: بَرُّوا آبَاءَكُمْ يَبَرَّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ وَعِفُّوا عَنْ نِسَاءِ النَّاسِ تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ والعنوان العام الذي يجمع أسباب تحريم الزنا وآثاره السيئة والمدمرة هو فساد المجتمع والقضاء عليه على مختلف الأصعدة فعن مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الرِّضَا عليه السلام حَرَّمَ الزِّنَا لِمَا فِيهِ مِنَ الْفَسَادِ مِنْ قَتْلِ الْأَنْفُسِ وَذَهَابِ الْأَنْسَابِ وَتَرْكِ التَّرْبِيَةِ لِلْأَطْفَالِ وَفَسَادِ الْمَوَارِيثِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنْ وُجُوهِ الْفَسَادِ وقد أشارت الآية المباركة إلى بعض الآثار السيئة للزنا ومنها أنه من الفواحش .

الزنا من الفواحش

والفُحْش والفحشاء والفاحشة ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال لهذا كانت الفاحشة مورد أمر الشيطان فقد كان يأمر بها سواء كان على مستوى الفعل أو التزيين لها من القول قال تعالى:(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ) ويوجد تلازم بين الفقر والفحشاء على المستوى الاجتماعي فإذا شاعت الفحشاء شاع الفقر والتخلف الاقتصادي و العكس صحيح فإذا كثر الفقر كثر الانحراف الجنسي

وقال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) وقد نهى الله سبحانه عن الفحشاء والمنكر ومن ذلك قوله تعالى:( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) وقال تعالى:(إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ) ولم ينه عن الظاهر من الفواحش فقط بل تعدى إلى الباطن منها قال تعالى:( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ) (وقال تعالى ( وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) كما أن جملة من الواجبات تكون سبباً في النهي عن المنكر وردعه

قال تعالى : (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)كما أن من يأتي بالفاحشة من النساء لهن عقاب معيّن قال تعالى:{ وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) والمراد هنا ممارسة الزنا فمن يصدر منهن ذلك لا بد من معالجته وقطع الأسباب المؤدية لذلك ومنه حبسهن في البيوت وتعدت العقوبة الشديدة إلى من يحب انتشار هذه الفاحشة بين أفراد المجتمع وإن لم يمارسها بالفعل فله عذاب شديد وأليم في الدنيا والآخرة فما بالك بمن يمارسها قال تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) فالزنا من أبرز مصاديق الفاحشة .

أكبر من الزنا

بالرغم من أن حرمة الزنا من الأمور المسلمة لدى جميع المسلمين إلا أن الحرمة تتفاوت من حيث الفاعل والمفعول به فالمتزوج من الرجال والنساء أشد عذاباً من غيره وكذلك الزنا من المحارم كالأم أو البنت أو الأخت أو العمة أو الخالة أو بنت الأخ أو بنت الأخت أشد عذاباً من غيره وقد جاء في بعض الروايات التشديد على المرأة المحصنة التي تمارس الزنا ولديها زوج وقد تأتي بولد من غيره فعَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله قَالَ: لَمَّا أُسْرِيَ بِي مَرَرْتُ بِنِسْوَانٍ مُعَلَّقَاتٍ بِثَدْيِهِنَّ فَقُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جَبْرَئِيلُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ اللَّوَاتِي يُورِثْنَ أَمْوَالَ أَزْوَاجِهِنَّ أَوْلَادَ غَيْرِهِمْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى امْرَأَةٍ أَدْخَلَتْ عَلَى قَوْمٍ فِي نَسَبِهِمْ مَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ فَاطَّلَعَ عَلَى عَوْرَاتِهِمْ وَأَكَلَ خَزَائِنَهُمْ )

الخديعة مع الله

عن أبي حمزة قال كنت عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنِّي مُبْتَلًى بِالنِّسَاءِ فَأَزْنِي يَوْماً وَأَصُومُ يَوْماً فَيَكُونُ ذَا كَفَّارَةً لِذَا فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَنْ يُطَاعَ وَلَا يُعْصَى فَلَا تَزْنِ وَلَا تَصُمْ. فَاجْتَذَبَهُ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَيْهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَالَ يَا أَبَا زَنَّةَ تَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَتَرْجُو أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ.

آثار الزنا السيئة كما جاء في بعض الروايات

وردت روايات كثيرة تتحدث عن الزنا وآثاره السيئة على الفرد وعلى الأسرة وعلى المجتمع كما تحدثت عن آثاره السيئة في الدنيا والآخرة وإليك جملة من هذه الروايات :فعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله:مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إِيَّاكُمْ وَالزِّنَا فَإِنَّ فِيهِ سِتَّ خِصَالٍ:ثَلَاثٌ فِي الدُّنْيَا وَثَلَاثٌ فِي الْآخِرَةِ: فَأَمَّا الَّتِي فِي الدُّنْيَا:فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِالْبَهَاءِ وَيُورِثُ الْفَقْرَ وَيَنْقُصُ الْعُمُرَ. وَأَمَّا الَّتِي فِي الْآخِرَةِ: فَإِنَّهُ يُوجِبُ سَخَطَ الرَّبِّ وَسُوءَ الْحِسَابِ وَالْخُلُودَ فِي النَّارِ. ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله سَوَّلَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ.
العقاب
لا يكلمهم الله عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ ثَلَاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ مِنْهُمُ الْمَرْأَةُ الَّتِي تُوطِئُ فِرَاشَ زَوْجِهَا . وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِكِبْرِ الزِّنَا قَالُوا بَلَى قَالَ هِيَ امْرَأَةٌ تُوطِئُ فِرَاشَ زَوْجِهَا فَتَأْتِي بِوَلَدٍ مِنْ غَيْرِهِ فَتُلْزِمُهُ زَوْجَهَا فَتِلْكَ الَّتِي لَا يُكَلِّمُهَا اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهَا وَلَهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ.
أشد الناس عذابا عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَقَرَّ نُطْفَتَهُ فِي رَحِمٍ يَحْرُمُ عَلَيْهِ

التوبة النصوح

قال تعالى { وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)
الزواج والزنا بين السلبيات والايجابيات

إذا ما حسبنا إيجابيات الزواج وسلبياته وكذلك حسبنا إيجابيات الزنا الذي يدعيها المتحللون من كل القيود مع سلبياته التي تقدم بعضها لرأينا الفارق كبير جدا ففي الزواج بالرغم من وجود بعض السلبيات التي تحصل من ظلم الرجل للمرأة مرة وظلم المرأة للرجل أخرى وما يحصل بينهما إلا أن هذه السلبيات لا تقاس مع الإيجابيات التي يهيئها الزواج من المحبة والمودة والطمأنينة بين الزوجين وإنشاء الذرية التي تعتبر امتدادا طبيعيا لهما والزنا بالرغم مما يحققه من إرواء نداء الغريزة بلا قيد أو شرط وعدم تحمل مسئولية الزواج إلا أن هذه الأمور لا تقاس مع السلبيات التي تستتبع العلاقة غير المشروعة الرجل والمرأة حيث الاضطراب النفسي والقضاء على الأسرة وعلى المجتمع بكامله حيث اختلاط الأنساب وقتل الأنفس والفوضى الجنسية إن بعض العقلاء من المجتمعات المنحلة أخلقياً أصبحت تفكر في إصلاح هذه الإباحة العارمة التي تأخذ بالمجتمعات المتحضرة إلى الدمار.

أبناء الزنا في حاويات القمامة

أطفال أبرياء ولدوا نتيجة جريمة الزنا وفي مجتمعات يفترض أنها مسلمة وموحدة بالله وموقنة بأن الزنا أحدى الكبائر في الإسلام الذي أبلغنا بأن الزاني أو الزانية لا ينظر إليهم الله يوم القيامة ولا يكلمهم .. تقوم الزانيات في العادة بالتخلص من المواليد الجدد بإلقائهم في أكوام القمامة أو على جوانب الطرقات .

هذه المظاهر التي تتفشى بشكل مخيف في الوطن العربي والعالم الإسلامي نتيجة لإنتشار الزنا والذي أضحى بدوره وكأنه سلوك طبيعي وليست جريمة من الكبائر في الإسلام!!!
لكم أن تتصوروا كيف سيعيش هؤلاء الأبرياء إن كتبت لهم الحياة وإن تم العثور عليهم بالصدفة بين أكوام القمامة وكيف سيعيشون دون أن يعرفوا لهم أباً يحميهم ويتحمل مسؤوليتهم أو أماً تحن عليهم وتمنحهم الرعاية .

كيف ستكون معاناتهم وكيف ستكون نظرة المجتمع إليهم وكيف سيعاملهم كم ستكون قاسية الحياة التي سحياها هؤلاء الأبرياء الذين ولدوا جراء جريمة و السؤال الأكبر كيف ستكون نظرتهم لمجتمعهم الذي لم يرحم حتى براءة طفولتهم ! وكيف ستكون نهاية المجتمع المسلم عندما تصبح المحرمات أمراً عادياً وتستباح الأعراض ؟

كيف لنا أن نقلد أمماً نطلب من الله أن يهدينا إلى صراطه المستقيم و ندعوه أن يبعدنا عن طريقهم حيث لا يصح أساس إسلامنا إلا بعدم إتباعهم والبعد عن طريقتهم في الحياة .
فنردد في كل مرة نقرأ فيها الفاتحة ذكر الآيات ( إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم " أي طريق الأنبياء والصالحين والمؤمنين السابقين الذين رضي الله عنهم وأرضاهم"غير المغضوب عليهم" والمغضوب عليهم هم اليهود "ولا الضالين" والضالين يعني النصارى ") ..
كيف لنا أن نتبع قوماً علمنا الله في قرآنه أن نقول " قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون .... إلى نهاية السورة التي تقول ... لكم دينكم ولي دين" ..

إذا إستمر المجمع المسلم في تقليده للغرب وأخذه بجريمة الزنا على أنها حرية شخصية وإستمتاع مؤكد أنه سينتهي كحال الغرب إلى مجتمع عجوز وتدريجياً سينقرض وبالتالي تنتهي مؤسسة الزوجية التي أبدع وعاظ السلاطين وأئمة الماسونية المهووسين بالجنس في هدمها فحللوا ما حرمه الله وبرروا الطرق المخلتفة للزنا الذي يقضي على الهدف الأساسي للزواج وهو الإستقرار الروحي والجسدي ونظافة العقل وطهارة القلب وإستمرار التناسل ضمن أسرة معروفة الأطر للحفاظ على الجنس البشري إلى أن يشاء الله فقاموا لأجل ذلك بالتلاعب بدين الله وأعطوا أنفسهم الحق في تضليل الأمة الأمية فأطلقوا فتاويهم السافلة والساقطة والمتعددة التي تعتدي على دين الله الذي أتمه الله وأكمله فحللوا الزنا وبأسماء مختلفة على أنه زواج زواج عرفي زواج مسيار زواج مسفار زواج الفاتحة زواج الخميس والقاموس لا يتسع لذكر مخازي شيوخ الزنا والكفر والإجرام والذين هم ليسو إلا أئمة ماسونيين تابعين لمؤسسات حاكمة عربية الملامح ماسونية الروح وصهيونية الهوى جعلت من الإسلام عدوها الأول ومن محاربته هدفها الوحيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.