الثلاثاء، 9 أبريل 2013

شعر عمر طرافي البوسعادي / الجزائر


تماديتِ في العصيــــــان يا نفس فارقبي *** جحيما مــــن النيــــران شبّ حــواليا
ألم ترمقي تلك الكلاليب لم تــــزل ْ *** مقــاريضها هبّتْ تسيـــــر حِيــــــاليا ؟
أما راعكِ الزقــوم جوفي به امتــلا *** وأسـْــنُ الحميـــم مــن غســـــاقٍ سقانيا؟
وجلدي عراه النضـج هـذا شـُــواظـهُ *** وغسليــنهُ قــد ســال مــن حــرّ ما بيـا
أنـــــادي ولكنْ لا مجيبَ لدعــوتي *** : أفيضـــوا عليَّ المــاء قـــدْ مِتّ ُ صاديـا
وجمــرةُ قعـر النار تجذب منسمــي *** تطير بـلــبّي مــن عقـــاب بــــــدا ليا
أصــيح و أبكي كا لثكالى ودمعـــتي *** تقطّـع أنفاســـــي شهيقــــا تتـــــاليا
ولي في البُكا ندبُ العويــل وصرخــة ٌ *** تمــــزّق في دار الكـــلام حبــــــاليا
زبانيـــــةُ الأهـوال هاهم ترينــهم *** يجرّونني في النــــــــار ندْمـــانَ باكيـا
ألا فاشفقي يا نفــسُ لستُ بقـــــادرٍ *** على أن تـُــشاكي كيف لـــو عشــتِ حاليا ؟!
وإنــــي أراكِ تعرضيـنَ عن الـتقــى *** كأنـــّـكِ لا تدرين جهـــلا مآليــــا !
تطيعينَ شيطـانا أحبــّكِ عنـــــــوة *** فراح يـدسّ الســــمّ يُــغـوي فؤاديـــا
سقــاكِ بمعسول الحديث تغـــــــزلا *** فلبــّيتُ ما أمــلى هيــاما بــــــرانيا
وإنْ لم تــَـكـُفـــّي عن هواكِ لكيــدهِ *** جنيتُ المعاصــي بالـتـســـتّـر خــافيا
أ ثـــُــمَّ إذا ما قــد زللتُ منعتـــني *** عــذابا عسيــــــرا ..هل ذكرتِ قوافيـا ؟
إذا كان سلطان الهوى زيف واعـــــــدٍ *** فميعــاد ربـي قد تبـــــــــرّأ خاليا
ووعــد الجليـــل جنـة ٌ طال عرضهـا *** كخطيـن سارا في السطـــــــوح توازيا
هنــــــالكَ ما لا يمكنُ العين وصفــهُ ***و لا أذُنٌ صاختْ لمن كـــــــان صاغيـا
ملاط القصور أذفـر المسك نفحـــــــة ً *** وحيطــانها الإبــريز معْ فضـــّةٍ هيــا
وحصبـاؤها الياقوت أنعــمْ بـتــربـــةٍ *** منَ الزعفــران قد أهــاجتْ خيـــاليــا
و أنهـارها ماءٌ فــراتٌ مرجـــــــرجٌ *** و أنهـار خمــرٍ تنعــــشُ الآنَ باليــا
ومن لبــــــنٍ أخـرى عظيـــم مذاقهـا *** ومن عســلٍ تلكم ، حـلا الشهـْـد صـافيا
وحور الجنــان في الخيــام تقصّـــــرتْ *** لأزواجهـنّ اشتقــنَ عشــنَ صواديـــا
وفيها ..وفيها مـــن مســــرّات أنفـــسٍ *** عديـــدٌ مـن اللـــذات أروتْ أمانيــا
و إن شئتِ يــا نفسُ الزيـادة بهجـــــــةً *** تريــنَ إلهــي للعبـــــاد مدانيا
وما قد أحبّ العبــــدُ شيئا كنظــــــرةٍ *** إلى الله ما أحـــلاهُ هذا التـــــــلاقيا
أسائـل نفسي في القرارة أدمعــــــــــا *** فتأبى وتبقى في الإبــــــــاء كما هيا
تقول : عــصيَّ الدمـــع ..مالكَ حيــــلة *** إذا لم تجاهــدْني غـــــدا الحوبُ دائيـا
لعمـري جهــــاد النفس صعبٌ مــــراسهُ *** بديمـومة الأفعــــال نلـــتَ دوائيـا
فكـــــن عاملا لله سرّا وجهـــــــرةً *** وكــــن عــابدا تحيــي قياما ليـاليا
وكــن عالما مااسْطعتَ فالعلـم ســــــؤددٌ *** تصير سخـــيَّ الدمـع بالكــلّ هاميــا
وحسبـكَ أنّ الله يقبــــــــلُ توبــــةً *** إذا صدقتْ عينــاك تبكي الخواليــــــا

تمت بعون الله وتوفيقه يوم : 29يناير 2006م
شعر الفقير إلى ربه : عمر طرافي البوسعادي / الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.