الثلاثاء، 9 أبريل 2013

قصة الأسد الذي اغتال مدربه (د مصطفى محمود)




الكثير منا يذكر قصة الأسد الذي اغتال مدربه ( محمد الحلو ) و قتله غدراً في أحد عروض .. السيرك بالقاهرة

و ما نشرته الجرائد بعد ذلك من انتحار الأسد في قفصه بحديقة
الحيوان واضِعاً نهاية عجيبة لفاجعة مثيرة من فواجع هذا الزمن ..

و القصة بدأت أمام جمهور غفير من المشاهدين في السيرك حينما استدار محمد الحلو ليتلقى تصفيق النظارة بعد نمرة ناجحة مع الأسد " سلطان " ..

و في لحظة خاطفة قفز الأسد على كتفه من الخلف
و أنشب مخالبه و أسنانه في ظهره !! ..

و سقط المدرّب على الأرض ينزف دماً و من فوقه الأسد الهائج ..
و اندفع الجمهور و الحُرّاس يحملون الكراسي و هجم ابن الحلو على الأسد بقضيب من حديد و تمكن أن يخلص أباه بعد فوات الأوان ..
و مات الأب في المستشفى بعد ذلك بأيام .

أما الأسد سلطان فقد انطوى على نفسه في حالة اكتئاب و رفض الطعام
و قرر مدير السيرك نقله إلى حديقة الحيوان باعتباره أسداً شرساً لا يصلح للتدريب ..

و في حديقة الحيوان استمر سلطان على إضرابه عن الطعام
فقدموا له أنثى لتسري عنه فضربها في قسوة !!
و طردها و عاود انطواءه و عزلته و اكتئابه ..

و أخيراً انتابته حالة جنون ، فراح يعضّ جسده
و هَوَى على ذيله بأسنانه فقصمه نصفين !!! ..
ثم راح يعضّ ذراعه ، الذراع نفسها التي اغتال بها مدرّبه ..
و راح يأكل منها في وحشيّة ، و ظل يأكل من لحمها حتى نزف و مات واضعاً بذلك خاتمة لقصة ندم من نوع فريد ..

ندَم حيوان أعجم و مَلِك نبيل من ملوك الغاب ..
عرف معنى* الـوفـــاء * و أصاب منه حظاً لا يصيبه الآدميون !!

أسدٌ قاتل أكل يديه الآثمتين ..

درسٌ بليغ يعطيه حيوان للمسوخ البشرية التي تأكل شعوباً ..
و تقتل ملايين في برود على الموائد الدبلوماسية و هي تقرع الكؤوس و تتبادل الأنخاب .
ثم تتخاصر في ضوء الأباجورات الحالمة و ترقص على همس الموسيقى و ترشف القبلات في سعادة و كأنه لا شيء حدث !!

إنّي أنحني احتراماً لهذا الأسد الإنسان ..
بل إني لأظلمه و أسبّه حين أصفه بالإنسانية .. !!


كانت آخر كلمة قالها ( الحلو ) و هو يموت ..أوصيكو ما حدش يقتل سلطان ..
و صية أمانة ما حدش يقتله .

هل سمع الأسد كلمة مدربه ؟ ..
و هل فهمها ؟
يبدو أننا لا نفهم الحيوان و لا نعلم عنه شيئاً .

....

ألا يدلّ سلوك ذلك الأسد الذي انتحر على أننا أمام نفس راقية تفهم و تشعر و تحس .. ؟!
و تؤمن بالجزاء و العقاب و المسؤولية ؟؟ !! ..

نفس لها ضمير
يتألّم للظلم و الجور و العدوان ؟؟!!
 من كتاب / رأيـــت اللــــــــه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.