الاثنين، 22 يوليو 2013

عقرب الريح




تكمن غرابة هذه الكائنات في أنها جمعت صفات كلا من العقارب والعناكب يطلق عليها أحيانا عقرب الريح لقدرتها الفائقة على الركض السريع للإمساك بفرائسها .
يعيش في صحراء النقب الفلسطينية نوع غريب من المخلوقات يبعث مظهره الرعب في النفوس بعينيه المدورتين البراقتين وجسمه المكتسي بالشعر وفكيه البارزين الفتاكين. انه نوع من العقارب يدعى «عقرب الريح» ومع انه ليس ساماً فإن لدغته تسبب ألماً رهيباً للانسان وتجلب موتاً محتوماً لفرائسه الاخرى.ويهاجم هذا المخلوق اللاحم الحشرات والقوارض والسلاحف والافاعي والطيور الصغيرة ممسكاً بها بين فكيه اللذين يصل حجمهما الى ثلث حجم جسمه. وهو أحد أكبر الأحجام النسبية للفكين في مملكة الحيوانات. ويقوم عقرب الريح الذي يستخدم فكيه ككماشة وسكين في آن معاً بمضغ ضحيته بحركة تشبه حركة المنشار ثم يفرز انزيماً لتمييع فريسته قبل امتصاصها الى معدته.


وفي واقع الأمر فإن هذه الكائنات ليست عقارب بالمعنى الدقيق للتسمية، لكنها تنتمي لطائفة العنكبوتيات التي تضم العناكب والنمل الأبيض والقرادات والعقارب الحقيقية. وهي تسمى احياناً عناكب الشمس، كما تسمى بعناكب الجمل في شمال افريقيا والشرق الأوسط بسبب جسمها المحدب. يزن عقرب الريح حوالي 60 غراماً وتتجاوز فتحة أرجله أحيانا الخمس بوصات. ويوجد حوالي 1100 نوع من عقرب الريح، معظمها كائنات ليلية تتحرك على رمال الصحراء مسرعة تحت جنح الظلام وتتحلى بقدر كبير من الشجاعة.


يشكل عقرب الريح تهديداً مضاعفاً لطرائده نظراً لسرعته وشراسته وقوة فكيه الرهيبة، ويبدو للناظرين ان له عشرة قوائم، لكن أول زوج قوائم هو في واقع الأمر عبارة عن مجسّين طويلين يستخدمان للطعام والقتال والتزاوج. ويتمتع هذا المخلوق بمرونة كبيرة جداً في الحركة بسبب طول قوائمه الخلفية واتساع نطاق خطواته. ثم هناك فكاه اللذان يعتبران بالنسبة لحجمه من اقوى الكماشات الفكية في مملكة الحيوانات، كما يقول عالم الاحياء فريد بونزو من جامعة تامبا الاميركية.


ومثل بقية مظاهر حياة عقارب الريح فإن العملية الجنسية تتم بالسرعة والضراوة أيضاً، إذ يقترب الذكر من الانثى ويتلمس مجساتها على سبيل الملاطفة ثم يندفع نحوها بعنف شديد لدرجة يؤذي معها قوائمها أحياناً قبل اتمام التزاوج. وإذا أتيحت الفرصة للأنثى فإنها قد لا تتردد في افتراس الذكر عوضاً عن اللقاء معه.


وربما تكون النقاهة الوحيدة من العنف والعدوانية بالنسبة لهذه المخلوقات هي فترة الأمومة، حيث تقف الأم لتحرس بيوضها ومواليدها الجدد من اخوانهم اليافعين الذين لا يتاونون عن افتراس البيوض أو الفراخ حديثة التفقيس.


ويقوم فريق من علماء الاحياء الاميركيين بإجراء دراسات مسهبة على هذا النوع من العنكبوتيات وهم يكتشفون باستمرار اصنافاً لم تكن معروفة من قبل من ذات الفئة، ويبدي الباحثون المختصون اهتمامهم بالدرجة الاولى الآن في معرفة كيف تستطيع هذه الكائنات الليلية ذات الدم البارد ادارة مخزونات طاقتها وهي تركض مسرعة في ليالي الصحراء الباردة.

واطلق عليها عقارب الريح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.