جسيمات الفضة النانوية ||

من بين كل أنواع الجسيمات النانوية، فقد جذبت جسيمات الفضة النانويةAg NPs أكثر الاهتمامات من حيث تطبيقاتها الممكنة. إن الاستخدام الواسع لهذا المعدن الثمين و بأبعاد النانو، بدءا من الدهانات المنزلية، إلى الأعضاء الصناعية، و يعتبر المجال التطبيقي الأفضل لهذه الجسيمات هو المجال الطبي.

-التأثير الحيوي لجسيمات الفضة النانوية
عرف منذ بدايات القرن التاسع عشر، أن لمركبات الفضة فعل مضاد قوي ضد البكتيريا الهوائية و اللاهوائية حيث كانت تستخدم في ضمادات الجروح. و قد ظهر في الدراسات الجديدة أن استخدام الفضة بالشكل النانوي (مقارنة بالشكل الأيوني سابقا) يخفض من تسمم الخلايا كونه أقل فعالية، مما يجعله أكثر تفضيلا من مركبات الفضة الأيونية في الأوساط الحيوية.

تم التوضيح في العديد من المقالات، بأن الفعالية القصوى لجسيمات الفضة النانوية كمضادة للبكتيريا، تكون خلال تشكل الجذور الحرة free radicals على سطح جسيمات الفضة حيث لهذه الجسيمات القدرة على توليد جذور الهيدروكسيل، حيث تعد هذه الجذور ذات تأثير مؤكسد (فعل تخريبي) ضمن الأوساط الحيوية، فتقوم بتخريب الخلايا. لقد امتد طيف مضاد البكتيريا إلى مقاومة الكائنات الحية للمضادات الحيوية.

من المعروف أن البكتيريا تصبح مع الوقت أكثر مقاومة لتأثير المضادات الحيوية، و ما يساهم في مقاومة فعل المضادات الحيوية هو تشكيل البكتيريا لطبقات حيوية تمنع المضادات من تخريب البكتيريا.
إن إضافة مضادات حيوية antibiotics إلى هذه جسيمات الفضة النانوية، قد أظهرت تأثيرات تآزرية ضد البكتيريا، حيث أظهر استخدام الجسيمات لوحدها كبح لنمو الطبقات بحوالي 40%، و قد ارتفعت النسبة كثيرا مع إضافة المضادات الحيوية، لذا فهي معقمة بشكل كبير مما جعلها حاليا تستخدم في الصين في الأماكن العامة كالمصاعد و محطات السكك الحديدية بشكل واسع لمنع نمو و انتشار الكائنات المجهرية.

بالاضافة إلى هذه الخاصية، تملك جسيمات الفضة النانوية تأثيرا ضد الالتهابات، و تحسن عملية الشفاء بشكل ملحوظ مقارنة مع المعالجة التقليدية. إن إضافة هذه الجسيمات للعلاج تخفض من إنتاج السيتوكيناتcytokines و هي عوامل مساعدة للالتهابات، مثل interleukin-6 (IL-6)، على الرغم من أن مسار الدخول إلى الخلية وآلية عملها بالضبط غير محدد.

-بعض تطبيقات جسيمات الفضة النانوية
تستخدم هذه الجسيمات بوضعها ضمن العظام الاسمنتية و التي تستخدم كمفاصل صنعية، حيث يستخدم بولي ميتيل ميتاكريلات كمفاصل صنعية، مطلي بجسيمات الفضة النانوية، و ذلك لمنع حدوث التهابات عند أمكنة هذه المفاصل.

تتضمن الطرق المستخدمة لمنع انتقال العدوى أثناء الجراحة استخدام المضادات الحيوية و المعقمات. تستخدم الشبكات الجراحية لسد الجروح الكبيرة و لاصلاح الأنسجة، على الرغم من أن هذه الشبكات ذات فعالية، فهي عرضة للعدوى الميكروبية. لذا فقد تم تصنيع شبكات من البولي بروبيلن مطلية بجسيمات الفضة النانوية، حيث أبدت هذه الشبكات فعالية ضد الملوثات الخارجية و هي مرشحة بشكل كبير لان تستخدم على نطاق واسع.

-سمية جسيمات الفضة النانوية
كون هذه الجسيمات صغيرة الأبعاد، فقد أظهرت التجارب على الفئران و الجرذان قدرة الجسيمات النانوية على دخول حاجز الدم في الدماغ، و كون لهذه الجسيمات فعل مؤكسد، فهي ستمنع نمو الخلايا و تقتلها، يعتمد ذلك على تركيزها و على زمن التعرض لها، لذا فأهم التحديات المستقبلية هو توجيه هذه الجسيمات نحو الخلايا الهدف فقط، و تخريبها ضمن الجسم أو طرحها دون أن تؤثر على باقي أعضاء الجسم