خالد بن الوليد
سيف الله المسلول
فارس الفرسان وفتى الفتيان البطل المقدام الهمام الهمّام . الليث الكرّار مفرق
كتائب الكفار . من قيل في شجاعته مشهور الأخبار ما أمسك بعلج إلا حار
وانقطع نفسه و خار .
لما التقى جيش المسلمين بجيش الفرس المتحالف مع نصارى العرب قال أحد
نصارى العرب لمهران الفارسي : دعنا وخالد { نحن العرب أعلم بقتال العرب }
فجعله مهران على مقدمة الجيش ليتقي به . وبلغت المقالة خالدا رضي الله عنه
فعزم على أن يلقن المغرور درسا لكل مغرور .
وفي وثوب الأسد قام عاشق المفاجآت من لا ينام ولا ينيم ولا يبالي أوقع على
الموت أم وقع الموت عليه وقال : إني حامل عليه وخرج إليه في مجموعة من الخيل
وهو مشغول بتسوية صفوف جيشه و جيشه منشغل بالنظر إلى خالد ما عسى
يفعل بعشرات الآلاف . وبينما هم غارقون في دهشتهم إذ انقض خالد في
إسلوب صاعق مفاجئ كالبرق الخاطف والرعد القاصف والريح العاصف على
المغرور فاختطفه من أمام جيشه كأنه ذبابة وحمله على فرسه ورجع به إلى المسلمين
ثم قال له خالد نفس مقالته { نحن العرب أعلم بقتال العرب } سم شقه بالسيف
ورماه بين الجيشين وقال : هكذا فاصنعوا بهم . فلم يتحمل أعداء الله الصدمة
فلاذوا بالفرار وضاقت عليهم الأرض بما رحبت فتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون .
فدمّر جيش مهران الفارسي مع نصارى العرب دون أن يخسر فردا من جيشه
فـ لله در أبي سليمان فعلى مثله ينطبق قول القائل :
هذي العزائم لا ما قالت الكتب ......... هذي المكارم لا ما تدعي القضب
وهذه الهمم اللاتي متى خطبت ........ تعثرت خلفها الأشعار والخطــب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.