الثلاثاء، 11 يونيو 2013

ما هي الثلاث كلمات التي أطالت عمر الأندلس ؟ !


لم يكتم ألفونسو السادس ملك قشتالة نيته في القضاء على الامارات الاسلامية في الاندلس بعد سقوط طليطلة، فأرسل الى كبير هؤلاء الملوك (المعتمد بن عباد) رسالة وقحة قال فيها:
--------
«إن ما فعلته بطليطلة وأهلها لجزء من مئة مما سأفعل بقرطبة وأشبيلية اذا لم تسلمها إلينا دون قتال..!! فإذا جاءك كتابي هذا، فأرسل اليَّ بولدين من أولادك ضماناً لاستسلام البلاد بما فيها من كنوز وأموال..».
--------
وكان المعتمد قد عزم على الاستعانة بدولة المرابطين وأميرها يوسف بن تاشفين لمواجهة ألفونسو،
فأجاب ابن تاشفين النداء وقال : " أنا أول منتدِب لنصرة هذا الدين" ، وعبر البحر في جيش عظيم ، ولما علم ألفونسو بتحرك ابن تاشفين كتب إليه يهدّده ويتوعّده ، برسالة جاء فيها:
----------
« سمعت أيها البدوي الذي لا يعرف شيئاً عن قتال صناديد قشتالة، انك تنوي السير إلينا، فرأينا أن نكفيك العناد، ولا نكلفك التعب، فأنا قادم اليك حيثما كنت رفقاً بك، وتوفيراً عليك، وسترى حين تواجه جيوشي ـ هذا اذا لم تفر بمن معك قبل اللقاء ـ أن معي من الرجال من أستطيع أن أهزم به الجن والأنس.. فماذا تكون أنت أمامي أيها البدوي الصحراوي..؟! ».
------------
فرد عليه ابن تاشفين بثلاث كلمات فقط كتبها على ظهر رسالة ألفونسو حيث كتب :

((( الذي يكون ستراه ))).
-----------
ثم كان التقاء الفريقان في سهل " الزلاقة " بالقرب من " بطليوس " ، وكان جيش المسلمين ثمانيةً وأربعين ألفاً نصفهم من الأندلسيين ونصفهم من المرابطين ، وجيش ألفونسو مائةُ ألف من المشاة ، وثمانون ألفاً من الفرسان .
-----------
فلما كان يوم الجمعة في العشر الأول من رمضان سنة 479 هـ اختلط الفريقان ، وقاتل المسلمون قتال من يطلب الشهادة ويتمنى الموت ، حتى هزم الله العدو ، وأتبعهم المسلمون يقتلونهم في كل اتجاه ، ونجا ألفونسو في نفر من أصحابه عند حلول الظلام ، بعد أن أصابته طعنة في فخذه .
-----------
فهزمه الله شر هزيمة وأعز جنده المؤمنين في هذه المعركة التي عرفت بمعركة الزلاقة ، وكُتبت للأندلس بسببها حياة جديدة امتدت أربعة قرون أخرى ، بعد أن كانت على موعد مع الفناء والاستئصال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.