ﻣﻦ ﻋﺠﻴﺐ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﺑﻲ ﺃﺑﻘﺎﺭﺍ ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ ﻭﻳﺤﻠﺒﻬﺎ – ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﺑﺄﺑﻘﺎﺭﻩ-
ﻭﺻﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ :
{ﻭَﻣَﺎ ﻣِﻦ ﺩَﺁﺑَّﺔٍ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﻭَﻻَ ﻃَﺎﺋِﺮٍ ﻳَﻄِﻴﺮُ ﺑِﺠَﻨَﺎﺣَﻴْﻪِ ﺇِﻻَّ ﺃُﻣَﻢٌ ﺃَﻣْﺜَﺎﻟُﻜُﻢ ﻣَّﺎ ﻓَﺮَّﻃْﻨَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﻜِﺘَﺎﺏِ ﻣِﻦ ﺷَﻲْﺀٍ ﺛُﻢَّ ﺇِﻟَﻰ ﺭَﺑِّﻬِﻢْ ﻳُﺤْﺸَﺮُﻭﻥَ }ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ38
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻴﺾ ﺣﺸﺮﺓ ﺍﻟﻤﻦ ﻭﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺯﻟﻪ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻘﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﻮﺽ ،
ﻭﺗﺒﻘﻰ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ، ﻓﺘﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﻌﻤﻰ ، ﻭﺗﻔﻘﺪ ﺑﺼﺮﻫﺎ ،
ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﺑﺈﺧﺮﺍﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ،
ﺣﻴﺚ ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ ﻭ ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ ﻭﻳﻮﺟﻬﻬﺎ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺷﺎﺀ ﻭﺃﺭﺍﺩ ،
ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺭﻋﺎﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ، ﻓﻴﺴﻴﺮ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻄﻌﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻦ ﻟﺘﺘﻐﺬﻯ ، ﺛﻢ ﻳﻌﻴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﻜﻨﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﻠﺒﻬﺎ
ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﻳﻀﺮﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺧﺮﺗﻬﺎ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻘﺮﻭﻥ ﺍﻻﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ؛ ﻟﻴﺤﻔﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺪﺭ ﻭ ﺗﻔﺮﺯ ﺳﺎﺋﻼ ﺳﻜﺮﻳﺎ
ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻤﻞ ،
ﻭﺗﻘﺪﺭ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﺗﻔﺮﺯﻩ ﺍﻟﺤﺸﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺑـ(48) ﻗﻄﺮﺓ ﻳﻮﻣﻴﺎ . ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﺎﺋﺔ ﺿﻌﻒ ﻋﻤﺎ ﺗﻨﺘﺠﻪ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﺭﻧﺎ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺤﺸﺮﺓ ﺑﺤﺠﻢ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ .
ﻭ ﻗﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻛﻲ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﻗﺮﻭﻥ ﺍﻻﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻤﻠﺔ ﻓﺄﺣﻀﺮ ﺷﻌﻴﺮﺗﻴﻦ ، ﻭﺿﺮﺏ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﺆﺧﺮﺓ ﺣﺸﺮﺓ ﺍﻟﻤﻦ ﻟﻴﺴﺘﺪﺭﻫﺎ ،
ﻓﻤﺎ ﺃﻓﻠﺢ ﻭ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ .
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﺳﺨﺮ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﺤﺪﻭﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻟﻤﻨﺎﻓﻌﻪ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﻗﺪ ﺳﺨﺮ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﻨﻪ ﺟﻨﺴﺎً ؛
ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺪﺍﻫﺎ ﻭ ﺃﺭﺷﺪﻫﺎ !
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻟﻬﻤﻬﺎ
سبحان من علمها !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.