الثلاثاء، 13 مايو 2014

بخصوص "جماعة بوكو حرام" النيجيرية .. أصل الحكاية :


حين دخل الاستعمار أفريقيا قرر السيطرة على عقول أهلها.
و من ضمن طرق السيطرة التعليم بلغه الغرب و عاداته و نشر المسيحية.
و في آخر التسعينات من القرن العشرين ظهرت مجموعه من العلماء المسلمين في غرب افريقيا سموا أنفسهم بوكو حرام (و هو بلغه الهوسا المحلية يعني التعليم الغربي حرام)
و هذه المجموعة حرصت على نشر اللغة العربية و نشر التعليم الحديث مع العلوم الاسلامية و الشرعية. و كانت تؤيد حق تقرير المصير و الديمقراطية و التبادل السلمي للسلطة و إصلاح المجتمع بالتعليم و الطرق السلمية.
و هنا وجد المنصرين و دول الغرب خطورة من هذه الحركة. فبدأت حرب تشويه إعلاميه و معها تحريض للحكومات عليها و اضطهاد و تضييق و تلفيق للتهم.
الى ان حدث في 2009 أن تم القبض على زعيم الحركة محمد يوسف و قتله بوحشيه و بدون محاكمه. و كانت هذه نقطه التحول في مسار الحركة فظهرت مجموعات من الشباب (لا يعرف أحد عددهم اليوم) تبنوا العنف و الإرهاب ضد الحكومة و من يعاونها في الاقاليم المسلمة. و تصاعد العنف تدريجيا.
و اليوم لا تستطيع الحكومة النيجيرية السيطرة على هذه الجماعة او الاقاليم التي تنتشر فيها. (تماما كما يحدث للجيش الامريكي في افغانستان ) فيدخل مقاتلي الجماعة و يخطفوا 250 فتاه لمنع تنصيرهم دون ان يستطيع منعهم أحد, و يدخلوا مدينه فيحرقوها و يقتلوا 300 شخص دون ان يوقفهم أحد.
و يسخر العالم اليوم من هروب الشرطة و الجيش النيجيري (خامس جيش من ناحيه القوه على مستوى افريقيا) من امام مقاتلي هذه الجماعة و عدم قدره الحكومة على السيطرة أو استرداد الفتيات المخطوفات.
و الطريف في الموضوع أن هؤلاء المقاتلين لا يهمهم ماذا سيقول عنهم الإعلام و الغرب . بينما نحن في مصر نفكر ليل نهار فيما سيقوله الإعلام الغربي و الحكومات الأوروبية و الأمريكية عنا !!
الظلم يصنع الإرهاب, العنف يصنع العنف, و في يوم من الأيام كان هناك فرسان للحروب الصليبية , و يفتخر الغرب اليوم بهم أنهم محاربين أشداء في سبيل ما اعتقدوا فيه , رغم انهم كانوا بمقاييس عصرهم إرهابيين متوحشين.
لذلك فلن أتعجب أن يأتي يوم بعد 100 سنه و يتحدث الناس عن هؤلاء المقاتلين او طالبان او غيرهم أنهم محاربين لا يقهرون في سبيل ما يؤمنون به freedom fighters .
كل شيء في الحياه له عده جوانب لتراه بها .
فلا تكن ضيق الأفق و تنظر بمنظور واحد, أو تصدق إعلام الغرب الذي يحاول إقناعنا أنه حريص على ابنائنا و نسائنا و شبابنا أو شباب بلاد مثل نيجيريا او أفغانستان او مصر أكثر من أهلها و منا.
و هذا لا يعني انني اوافق على كل افكار هؤلاء أو استعمال العنف .
د خالد عماره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.