حين دخل الاستعمار أفريقيا قرر السيطرة على عقول أهلها.
و من ضمن طرق السيطرة التعليم بلغه الغرب و عاداته و نشر المسيحية.
و في آخر التسعينات من القرن العشرين ظهرت مجموعه من العلماء المسلمين في
غرب افريقيا سموا أنفسهم بوكو حرام (و هو بلغه الهوسا المحلية يعني التعليم
الغربي حرام)
و هذه المجموعة حرصت على نشر اللغة العربية و نشر
التعليم الحديث مع العلوم الاسلامية و الشرعية. و كانت تؤيد حق تقرير
المصير و الديمقراطية و التبادل السلمي للسلطة و إصلاح المجتمع بالتعليم و
الطرق السلمية.
و هنا وجد المنصرين و دول الغرب خطورة من هذه
الحركة. فبدأت حرب تشويه إعلاميه و معها تحريض للحكومات عليها و اضطهاد و
تضييق و تلفيق للتهم.
الى ان حدث في 2009 أن تم القبض على زعيم
الحركة محمد يوسف و قتله بوحشيه و بدون محاكمه. و كانت هذه نقطه التحول في
مسار الحركة فظهرت مجموعات من الشباب (لا يعرف أحد عددهم اليوم) تبنوا
العنف و الإرهاب ضد الحكومة و من يعاونها في الاقاليم المسلمة. و تصاعد
العنف تدريجيا.
و اليوم لا تستطيع الحكومة النيجيرية السيطرة على
هذه الجماعة او الاقاليم التي تنتشر فيها. (تماما كما يحدث للجيش الامريكي
في افغانستان ) فيدخل مقاتلي الجماعة و يخطفوا 250 فتاه لمنع تنصيرهم دون
ان يستطيع منعهم أحد, و يدخلوا مدينه فيحرقوها و يقتلوا 300 شخص دون ان
يوقفهم أحد.
و يسخر العالم اليوم من هروب الشرطة و الجيش النيجيري
(خامس جيش من ناحيه القوه على مستوى افريقيا) من امام مقاتلي هذه الجماعة و
عدم قدره الحكومة على السيطرة أو استرداد الفتيات المخطوفات.
و
الطريف في الموضوع أن هؤلاء المقاتلين لا يهمهم ماذا سيقول عنهم الإعلام و
الغرب . بينما نحن في مصر نفكر ليل نهار فيما سيقوله الإعلام الغربي و
الحكومات الأوروبية و الأمريكية عنا !!
الظلم يصنع الإرهاب, العنف
يصنع العنف, و في يوم من الأيام كان هناك فرسان للحروب الصليبية , و يفتخر
الغرب اليوم بهم أنهم محاربين أشداء في سبيل ما اعتقدوا فيه , رغم انهم
كانوا بمقاييس عصرهم إرهابيين متوحشين.
لذلك فلن أتعجب أن يأتي يوم
بعد 100 سنه و يتحدث الناس عن هؤلاء المقاتلين او طالبان او غيرهم أنهم
محاربين لا يقهرون في سبيل ما يؤمنون به freedom fighters .
كل شيء في الحياه له عده جوانب لتراه بها .
فلا تكن ضيق الأفق و تنظر بمنظور واحد, أو تصدق إعلام الغرب الذي يحاول
إقناعنا أنه حريص على ابنائنا و نسائنا و شبابنا أو شباب بلاد مثل نيجيريا
او أفغانستان او مصر أكثر من أهلها و منا.
و هذا لا يعني انني اوافق على كل افكار هؤلاء أو استعمال العنف .
د خالد عماره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.