ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻴﺦ ﺟﻠﻴﻞ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻴﻨﻬﻠﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺭﺟﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ..
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻃﻼﺑﻪ ﺷﺎﺏ ﻓﻘﻴﺮ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﺠﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺷﻴﺨﻪ ﻟﻴﺴﺘﺄﺫﻧﻪ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻟﻴﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺎﻝ
ﻓﺄﺫﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺄﻥ ﻳﺬﻫﺐ..
ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺭﺣﺎﻟﻪ ﻭﺳﺎﻓﺮ ﻭﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺻﺤﺮﺍﻭﻳﺔ ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻃﻴﺮ ﺟﺮﻳﺢ ﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺡ!
ﻓﺎﺳﺘﻐﺮﺏ ﻛﻴﻒ ﺃﻣﻜﻨﻪ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻫﻨﺎ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﻭﺡ؟
ﺍﻫﺘﻢ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻷﻣﺮ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺮﺍﻗﺒﻪ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ
ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻄﻴﺮ ﺁﺧﺮ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻭﻳﺠﻠﺐ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺯﻕ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺳﻴﺮﺯﻗﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻓﺄﺧﺬ ﺭﺣﺎﻟﻪ ﻭﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺷﻴﺨﻪ
ﻭﺣﻴﻦ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﺄﻟﻪ ﻣﺎ ﻟﺬﻱ ﺃﻋﺎﺩﻙ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ؟
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺃﻳﺖ ﻃﻴﺮﺍ ﻛﺴﻴﺤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻃﻴﺮ ﺁﺧﺮ ﺑﺎﻷﻛﻞ ﻓﻘﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ
ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺯﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺳﻴﺮﺯﻗﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺳﻜﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﻠﻴﻼ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ:
"ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺧﺘﺮﺕ ﺑﺄﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺍﻟﺠﺮﻳﺢ ﻭﻟﻢ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﺑﺄﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺍﻟﻘﻮﻱ
ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻛﻦ ﺃﻧﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﻻ ﺗﻜﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.