هناك من يراك ضعيف غبي جاهل ، فيحذرك ويخوفك ويطلب منك أن تتبع البشر .
وهناك من يراك قوي ذكي واعي فيطلب منك أن تتدبر كي يزداد وعيك وينمو عقلك وتتوسع مداركك أكثر وأكثر ..
الصنف الأول بعد خمس سنوات سيزداد جهلا وتبعية ولن يستطيع فعل شيء إلا إذا سأل آخرين .
والصنف الثاني بعد خمس سنوات سيزداد وعيا وعلما وسيتفتح أفقه وسيكون قائدا يسأله الناس الذين تعودوا على التبعية .
الله سبحانه وتعالى خالقك ، يعلم حقيقة قدراتك ، لذا أمرك بالتدبر والتفكر
أما البشر فيتبعون الظن ، والظن لا يغني عن الحق شيئا ومعظمهم لا يعلمون شيئا عن العقل ولا إمكانياته ولا كيفية تطويره لذا ينهوك عن التدبر ولا يثقون بك ويرونك دائما ضعيفا غبيا . وكلما وجدتهم يثورون ويحذرونك من التدبر فاعلم أنهم يرونك أضعف وأغبى مما تتخيل .
في أحد الكورسات سألتني فتاة : يا دكتور الله سبحانه وتعالى قال فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ، لماذا تدخل في هذه الأمور وهي ليست من اختصاصك ؟
قلت لها : هذا كلام رائع ويا ريت الناس كلها تنفذه ، لأن أهل الذكر في العمليات العقلية والتطوير الفكري والتفكر والتدبر هم علماء النفس ، وهم أدرى الناس بفوائدها المذهلة في تطوير العقول وتنويرها وتفتحها وياليت كل من يتعرض للتدبر والتفكر والعمليات العقلية أن يستشير علماء النفس لأنهم أهل الذكر في ذلك .
مثال بسيط :
عندما لم يستشيروا أهل الذكر في النفس ، فسروا النفس اللوامة على أنها هي النفس التي تلوم صاحبها فترات طويلة على الذنب . وتم ترويج ذلك بين الناس فأوقعوهم في أمراض نفسية كثيرة من أهمها وأخطرها الوسواس القهري .
مع أن علم النفس يحذر من اللوم والتأنيب ويعتبر أن من يلوم نفسه أكثر من ربع ساعة على نفس الشيء مريض نفسي !!!
والنفس اللوامة في القرآن معناها مختلف تماما عن كل ما كتب في معظم آراء العلماء السابقين الذين لم يدرسوا علم نفس .
ولقد شرحتها أكثر من مرة في حلقات كثيرة كي أحمي الناس من خطورة هذا الاعتقاد . ولكي أنبههم أنهم لو لاموا أنفسهم كثيرا على ذنب معين فلن يستطيعوا تركه إلا بصعوبة شديدة لأن اللوم الشديد يحفر الذنب في العقل ويفعل المقاومة الشديدة إن أردت إيقافه !
من لا يتدبر ويسارع بقراءة آراء السابقين ، يتوقف عقله ، لن يأت بجديد ، سيظل تابعا طوال حياته ، سيظل يدور في دائرة فهم وإدراك علماء أجلاء ماتوا منذ مئات السنين وسيكون سببا في تدني حال الأمة أكثر مما هي فيه ، بل أنا أرى أن عدم التدبر هو سبب في هذا التدني والانهيار ، وسبب في جعل الأمة معظمها يسير كالقطيع بلا تفكر ولا وعي ، ومن لا يتدبر يسيء الظن في نفسه وفي قدراته وعقله ويرى أنه ضعيف لا يستطيع أن يكون مثل السابقين ! لأن الموروث أوهمه أنهم أفضل منه ففي تفسيراتهم يفسرون أن خير القرون قرني والذين يلونهم هي خيرية عقلية إدراكية وهذا خطأ فادح حجر عقول الكثيرين ممن اتبعوا هذا الرأي الغريب .
من يتدبر ويتجرد من كل الآراء السابقة نهائيا ولا يقرأها كي لا توجه تفكيره سينمو عقله وسوف يفتح الله عليه آفاقا لم تفتح لسابقيه وسيظل يتطور ويتطور طوال حياته ، وسيذهل دائما كل من حوله بعقليته وإدراكه ،(لا بأس من قراءتها فيما بعد لمقارنة تدبرك بتدبرهم هذا يزيد الوعي أكثر لكن لا تقرأها أبدا قبل التدبر) وهذا منهج العلماء الكبار وهذا تحديدا ما جعلهم أئمة في الماضي وهذا هو ما يوصل الإنسان إلى التطور والرقي ولو أن الأمة كلها بدأت بتنفيذ أمر الله هذا لخرج منها عباقرة سنويا يذهلون العالم بشتى أنواع المعرفة كما فعل شباب الصدر الأول الذين كانوا يعملون عقولهم في كل شيء قبل الاتباع .
التجرد الكامل عن الموروث قبل التدبر يفتح الفكر والآفاق ويطورك ولا يستطيع فعل ذلك إلا من يثق في قدراته العقلية التي حباه الله بها ، أما قراءة الموروث قبل التدبر سوف تضيق أفقك وتقفل عقليتك وستكون تابعا لآراء آخرين ولا يفعل ذلك إلا من يسيء الظن بنفسه وبقدراته العقلية ولا يعلم قيمتها التي حباه الله بها .
مثال : شاب يقف أمام مسألة رياضية يفكر ويتدبر ويحاول حلها ، ويظل فترة طويلة على ذلك حتى يجد الحل في النهاية ، ثم يذهب ليقارن حله بالحل الذي وضعه علماء الرياضيات .
وشاب آخر يقف أمام المسألة لا يفقه حلها فيسارع لرؤية الحل ثم يقلده !!
كيف سيكون عقل هذا وعقل ذاك بعد فترة ؟
التدبر بتجرد : ملة سيدنا إبراهيم
التبعية للآباء والأجداد : ملة من يتكلم عنهم القرآن بالتحذير في آيات كثيرة لن يراها إلا المتدبرين
قال تعالى : وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ
ترى هل تثق في قدراتك التي حباك بها وتريد أن تطورها وتطور من نفسك ؟ أم أنت ممن سفه نفسه ويرى أنه لن يكون قادرا على فعل ذلك بحجج واهية برمجت في عقله بسبب الموروث ، يريد الله أن يحررك ، ويريد البعض أن يستعبدوك .. أنت السبب .. اختر
وهناك من يراك قوي ذكي واعي فيطلب منك أن تتدبر كي يزداد وعيك وينمو عقلك وتتوسع مداركك أكثر وأكثر ..
الصنف الأول بعد خمس سنوات سيزداد جهلا وتبعية ولن يستطيع فعل شيء إلا إذا سأل آخرين .
والصنف الثاني بعد خمس سنوات سيزداد وعيا وعلما وسيتفتح أفقه وسيكون قائدا يسأله الناس الذين تعودوا على التبعية .
الله سبحانه وتعالى خالقك ، يعلم حقيقة قدراتك ، لذا أمرك بالتدبر والتفكر
أما البشر فيتبعون الظن ، والظن لا يغني عن الحق شيئا ومعظمهم لا يعلمون شيئا عن العقل ولا إمكانياته ولا كيفية تطويره لذا ينهوك عن التدبر ولا يثقون بك ويرونك دائما ضعيفا غبيا . وكلما وجدتهم يثورون ويحذرونك من التدبر فاعلم أنهم يرونك أضعف وأغبى مما تتخيل .
في أحد الكورسات سألتني فتاة : يا دكتور الله سبحانه وتعالى قال فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ، لماذا تدخل في هذه الأمور وهي ليست من اختصاصك ؟
قلت لها : هذا كلام رائع ويا ريت الناس كلها تنفذه ، لأن أهل الذكر في العمليات العقلية والتطوير الفكري والتفكر والتدبر هم علماء النفس ، وهم أدرى الناس بفوائدها المذهلة في تطوير العقول وتنويرها وتفتحها وياليت كل من يتعرض للتدبر والتفكر والعمليات العقلية أن يستشير علماء النفس لأنهم أهل الذكر في ذلك .
مثال بسيط :
عندما لم يستشيروا أهل الذكر في النفس ، فسروا النفس اللوامة على أنها هي النفس التي تلوم صاحبها فترات طويلة على الذنب . وتم ترويج ذلك بين الناس فأوقعوهم في أمراض نفسية كثيرة من أهمها وأخطرها الوسواس القهري .
مع أن علم النفس يحذر من اللوم والتأنيب ويعتبر أن من يلوم نفسه أكثر من ربع ساعة على نفس الشيء مريض نفسي !!!
والنفس اللوامة في القرآن معناها مختلف تماما عن كل ما كتب في معظم آراء العلماء السابقين الذين لم يدرسوا علم نفس .
ولقد شرحتها أكثر من مرة في حلقات كثيرة كي أحمي الناس من خطورة هذا الاعتقاد . ولكي أنبههم أنهم لو لاموا أنفسهم كثيرا على ذنب معين فلن يستطيعوا تركه إلا بصعوبة شديدة لأن اللوم الشديد يحفر الذنب في العقل ويفعل المقاومة الشديدة إن أردت إيقافه !
من لا يتدبر ويسارع بقراءة آراء السابقين ، يتوقف عقله ، لن يأت بجديد ، سيظل تابعا طوال حياته ، سيظل يدور في دائرة فهم وإدراك علماء أجلاء ماتوا منذ مئات السنين وسيكون سببا في تدني حال الأمة أكثر مما هي فيه ، بل أنا أرى أن عدم التدبر هو سبب في هذا التدني والانهيار ، وسبب في جعل الأمة معظمها يسير كالقطيع بلا تفكر ولا وعي ، ومن لا يتدبر يسيء الظن في نفسه وفي قدراته وعقله ويرى أنه ضعيف لا يستطيع أن يكون مثل السابقين ! لأن الموروث أوهمه أنهم أفضل منه ففي تفسيراتهم يفسرون أن خير القرون قرني والذين يلونهم هي خيرية عقلية إدراكية وهذا خطأ فادح حجر عقول الكثيرين ممن اتبعوا هذا الرأي الغريب .
من يتدبر ويتجرد من كل الآراء السابقة نهائيا ولا يقرأها كي لا توجه تفكيره سينمو عقله وسوف يفتح الله عليه آفاقا لم تفتح لسابقيه وسيظل يتطور ويتطور طوال حياته ، وسيذهل دائما كل من حوله بعقليته وإدراكه ،(لا بأس من قراءتها فيما بعد لمقارنة تدبرك بتدبرهم هذا يزيد الوعي أكثر لكن لا تقرأها أبدا قبل التدبر) وهذا منهج العلماء الكبار وهذا تحديدا ما جعلهم أئمة في الماضي وهذا هو ما يوصل الإنسان إلى التطور والرقي ولو أن الأمة كلها بدأت بتنفيذ أمر الله هذا لخرج منها عباقرة سنويا يذهلون العالم بشتى أنواع المعرفة كما فعل شباب الصدر الأول الذين كانوا يعملون عقولهم في كل شيء قبل الاتباع .
التجرد الكامل عن الموروث قبل التدبر يفتح الفكر والآفاق ويطورك ولا يستطيع فعل ذلك إلا من يثق في قدراته العقلية التي حباه الله بها ، أما قراءة الموروث قبل التدبر سوف تضيق أفقك وتقفل عقليتك وستكون تابعا لآراء آخرين ولا يفعل ذلك إلا من يسيء الظن بنفسه وبقدراته العقلية ولا يعلم قيمتها التي حباه الله بها .
مثال : شاب يقف أمام مسألة رياضية يفكر ويتدبر ويحاول حلها ، ويظل فترة طويلة على ذلك حتى يجد الحل في النهاية ، ثم يذهب ليقارن حله بالحل الذي وضعه علماء الرياضيات .
وشاب آخر يقف أمام المسألة لا يفقه حلها فيسارع لرؤية الحل ثم يقلده !!
كيف سيكون عقل هذا وعقل ذاك بعد فترة ؟
التدبر بتجرد : ملة سيدنا إبراهيم
التبعية للآباء والأجداد : ملة من يتكلم عنهم القرآن بالتحذير في آيات كثيرة لن يراها إلا المتدبرين
قال تعالى : وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ
ترى هل تثق في قدراتك التي حباك بها وتريد أن تطورها وتطور من نفسك ؟ أم أنت ممن سفه نفسه ويرى أنه لن يكون قادرا على فعل ذلك بحجج واهية برمجت في عقله بسبب الموروث ، يريد الله أن يحررك ، ويريد البعض أن يستعبدوك .. أنت السبب .. اختر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.