الثلاثاء، 4 مارس 2014

قصة جميلة و عبرة أجمل

كانت هناك فتاة جميلة جدا ....

مرت السنين و لم تتزوج ..

لم يكن ذلك لقلة فرص الزواج ..

فقد كان خطابها كثر و الراغبين فيها أكثر و أكثر ..

و لكن كان ذلك لأنها ترفض كل من تقدم لها .. ترفض كل من جاء لخطبتها

فبعد أن يدعوها والدها لتقديم القهوة ..

و حينما يخرج الخاطب تخبره برفضها ..

فحار والدها في أمرها ..

و لكن لحبه لها لم يكن يريد أن يضايقها بكلام يجرحها ..

و إن كان يحّز في نفسه أن يراها ترفض العرسان يوما تلو الآخر ..

و العمر يتسلل من بين أصابعها ..

و يوما ما ..........

جاءها خاطب جديد ..

ليس له مثل ما كان للأولين من أموال و لا من حسن و جمال ..

و لكنها بعد أن قدمت إليه القهوة ..

خرجت لتخبر والدها أن هذا هو من ترضاه زوجا و تريده رفيقا ..

هذه المرة لم يستطع والدها كتم اندهاشه .. فسألها :

يا ابنتي هل لك أن تخبريني ما وجدت في هذا الرجل لم تجده في غيره ..

و قد جاءك من هو أكثر جاها و ارفع شانا فرفضتِ ؟!!

فأجابت الفتاة التي حباها الله بجمال في الشكل ..

و لم يبخل عليها بنور في الفكر .. قالت :

يا أبتي ...

كنت حينما تطلب مني تقديم القهوة ليراني الخاطب أقدمها مّرة بدون

سكر معها ..

فتكون عين الخاطب علي و ينبهر بجمالي ..

و حينما يتذوق القهوة يمتعض و ينسى وجودي ..

و حينما يبدأ الحديث يتحدث عن مال و جاه و شأن له بين الناس ..

أما هذا الرجل الذي لم تعرف قيمته و عرفتها أنا ..

شرب القهوة و مع مرّها ابتسم لي ..

فأحسست انه فهم المغزى من شرب قهوتي ..

و فهم أنني أريد من يشاطرني ألمي قبل فرحي .. و حزني قبل سعادتي

فهم أن المودة و الرحمة بين اثنين تكبر مع مر الحياة قبل حلوها ..

و لا تتلاشى إن اعترضتها عقبات في الطريق ..

قبل بجمالي و رزانتي و بمّر قهوتي ..

فقبل أن نكون معا على الحلوة و المرة و هذا ما لم يفهمه الآخرون ..

فنطق والدها قائلا :

بارك الله فيك و زادك علما و نورا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.