الثلاثاء، 18 فبراير 2014

قصة لن تمل من قرأتها

 
كان لعبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - مزرعة في المدينة مجاورة لمزرعة يملكها معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - خليفة المسلمين في دمشق ..
و في ذات يوم دخل عمال مزرعة معاوية إلى مزرعة ابن الزبير ، و قد تكرر منهم ذلك في أيام سابقة ؛ فغضب ابن الزبير و كتب لمعاوية في دمشق و قد كان بينهما عداوة قائلا في كتابه: من عبد الله ابن الزبير إلى معاوية (ابن هند آكلة الأكباد) أما بعد ..
فإن عمالك دخلوا إلى مزرعتي ، فمرهم بالخروج منها ، أو فوالذي لا إله إلا هو ليكونن لي معك شأن !
فوصلت الرسالة لمعاوية ، و كان من أحلم الناس ، فقرأها ..
ثم قال لابنه يزيد: ما رأيك في ابن الزبير أرسل لي يهددني ؟
فقال له ابنه يزيد: أرسل له جيشا أوله عنده و آخره عندك يأتيك برأسه ..
فقال معاوية: بل خير من ذلك .. "زكاة و أقرب رحما ".
فكتب رسالة إلى عبد الله بن الزبير يقول فيها:
من معاوية بن أبي سفيان إلى عبد الله بن الزبير (ابن أسماء ذات النطاقين) أما بعد ..
فوالله لو كانت الدنيا بيني و بينك لسلمتها إليك و لو كانت مزرعتي من المدينة إلى دمشق لدفعتها إليك ، فإذا وصلك كتابي هذا فخذ مزرعتي إلى مزرعتك و عمالي إلى عمالك ؛ فإن جنة الله عرضها السموات و الأرض !
فلما قرأ ابن الزبير الرسالة بكى حتى بل لحيته بالدموع ، و سافر إلى معاوية في دمشق و قبل رأسه ، و قال له: لا أعدمك الله حلما أحلك في قريش هذا المحل.
* دائما تستطيع امتلاك القلوب بحسن تعاملك و حبك للغير .. فمهما أساء إليك البعض .. لا تظن أنك ضعيف و طيبتك من جعلت الآخرين يستغلوك .. تظل طيبتك من تجملك أمام الجميع .. و يكفي أنك تعطي و لا تنتظر من أحد أن يرد لك الجميل .. دوما ليرتاح قلبك بجميل عطاءك و طيبتك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.