الخميس، 20 فبراير 2014

حوار بين شقيّ وسعيد


هو ذاك الحوار الذي دار بين الحجاج بن يوسف وسعيد بن جبير ، لمّا عزم الحجاج على قتله :
قال له الحجاج : مااسمك ؟ قال سعيد بن جبير ، فقال الحجاج: بل انت شقي بن كُسَيْر ! فقال : إن امي اعلم منك بإسمي ، فقال الحجاج بغضب: شقيت انت وشقيت امك ، قال : الغيب لاتعلمه انت ولا سواك ، قال : لأبدلنك بالدنيا ناراً تلظّى ، قال: لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهاً ، قال الحجاج : فما قولك في محمد صلى الله عليه وسلم ؟ قال نبي الرحمة وإمام الهدى ، قال: فما قولك في علي في الجنة هو أم في النار؟ قال: لو دخلتها ورأيت اهلها عرفت فأجبتك ، قال : فما قولك في الخلفاء ؟ قال: لست عليهم بوكيل ، قال: فأيّهم اعجبُ اليك ؟ قال : ارضاهم لخالقي . قال : فأيهم ارضى للخالق؟ قال: علم ذلك عنده ، قال : ابيت أن تصدقني . قال بل كرهت أن اكذبك ، قال مابالك لم تضحك ؟ قال لم تستو القلوب في ساعة كهذه ، فقدم اليه صرة من الجواهر والزمرد وقال انظر الى هذه الجواهر فقال سعيد : إن كنت قد جمعتها لتفتدي بها من فزع يوم القيامة فقد احسنت وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعةٍ عمّا ارضعت ولا خير في شيئٍ جُمع للدنيا إلا ما زكا وطاب ، فقال الحجاج: ويلك مني ياسعيد . فقال: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار ، قال: اختر ايَّ قِتلةٍ تريد ان اقتلك؟ فقال سعيد بل اختر انت ياحجاج فوالله ماتقتلني قتلةٍ إلا قتلك الله مثلها في الآخرة ، قال اتريد أن اعفو عنك ، فقال : ان كان العفو فمن الله وأما انت فلا براءة لك ولا عذر ، قال اذهبوا به فاقتلوه فلما وضعوا له النطع قال سعيد:(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ(79)الأنعام. قال الحجاج وجهوه لغير القبلة فقال سعيد (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(115)البقرة، قال كبوه لوجهه فقال سعيد:( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى(55طه). وضحك سعيد ابن جبير فقال الحجاج ماالذي أضحكك وأنت قاب قوسين أو أدنى من حتفك؟ فقال سعيد اضحك من جرأتك على الله ومن حلم الله عليك ، أشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً رسول الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خذها مني ياحجاج حتى تلقاني يوم القيامة ( اللهم لاتسلطه على احدٍ يقتله بعدي) وما هي سوى أيام قليلة حتى ابتلاه الله بالأكلة في بطنه فلم يعد يقدر على النوم وبدأ يهذي وهو في فراشه ويقول مالي ولسعيد بن جبير؟؟؟؟ ومات بعد أسبوعين حتى يلقى سعيد بن جبير بين يدي الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.