الجمعة، 28 فبراير 2014

**قصه رائعه أبكتني** **عندما اخجلتني زوجتي**



مع أنه قد طاف العالم حتى لا يكاد يجد في الخريطة دولة جديدة ، وركب الطائرات حتى عادت كأنها سيارات ، فإن زوجته لم تركب الطائرة إلا تلك الليلة
وبعد عِشرةِ عشرين سنة
أحس أخوها القروي البسيط أنه يجب أن يـُنفّس عنها بما يستطيع فأخذها في رحله قصيره الى احدى المدن القريبه من المدينه التي تعيش فيها.في سيارته القديمه
وفي العودة طلبت منه بكل ما تملك أن تركب الطائرة ..
أن تركب الطيارة قبل أن تموت .. أن تركب الطيارة التي يركبها دائماً خالد زوجها والتي تراها في السماء وفي التلفزيون
فاستجاب أخوها لندائها وقطع لها تذكرة هي وابنها الذي كان يرافقها .وعاد هو في سيارته القديمه
، وفي تلك الليلة لم تنم سارة ، بل أخذت تثرثر مع زوجها خالد ساعة عن الطيارة وتصف له مداخلها ومقاعدها وأضواءها ومباهجها ووجَباتِها وكيف طارت في الفضاء .. طارت!
تصف له مدهوشة كأنها قادمة من كوكب آخر .....وزوجها ينظر إليها متعجباً مستغربا
ولم تكد تنتهي من وصف الطائرة حتى ابتدأت في وصف الرحلة من اولها لختامها
والبحر الذي رأته لأول مرة في حياتها ، والطريق الطويل الجميل في رحلة الذهاب ,أما رحلة الإياب فكانت في الطائرة ، الطائرة التي لن تنساها إلى الأبد
وقعدت على ركبتيها كأنها طفلة ترى مدن الملاهي الكبرى لأول مرة في حياتها وأخذت تصف لزوجها وعيناها تلمعان دهشة وسعادة مارأت من شوارع ومن متاجر ومن بشر ومن حجر ومن رمال ومن مطاعم
وكيف أن البحر يرغي ويزبد كأنه جمل هائج وكيف أنها وضعت يديها هاتين ..
هاتين في ماء البحر، وذاقته فإذا به مالح .. مالح .. وكيف أن البحر في النهار أسود وفي الليل أزرق
ورأيتُ السمك يا خالد رأيتُه بعيني يقترب من الشاطئ ، وصاد لي أخي سمكة ولكنني رحمتها وأطلقتها في الماء مرة ثانية .. كانت سمكة صغيرة وضعيفة ..
ورحمتُ أمّها ورحمتُها .. ولولا الحياء يا خالد لبنيتُ لي بيتاً على شاطئ ذاك البحر؟
رأيتُ الأطفال يبنون ، يووووه نسيت يا خالد ونهضت فأحضرت حقيبتها ونثرتها وأخرجت منها زجاجة من العطر وقدمتها إليه وكأنّها تقدم الدنيا وقالت: هذه هديتي إليك أحضرتُ لك يا خالد "عطرا " تستخدمه ..

وكادت الدمعة تنزل من عين خالد لأول مرة ..
لأول مرة في علاقته بها وزواجه منها
فهو قد طاف الدنيا ولم يحضر لها مرة هدية ..
وهو قد ركب معظم خطوط الطيران في العالم ، ولم يأخذها معه مرة لأنها في اعتقاده جاهلة لا تقرأ ولا تكتب فما حاجتها إلى الدنيا وإلى السفر ، ولماذا يأخذها معه ، ونسى ..
نسى أنها إنسانة .. إنسانة أولاً وأخيراً ..
وانسانيتها الآن تشرق أمامه وتتغلغل في قلبه وهو الذي يراها تحضر له هدية ولا تنساه ..
فما أكبر الفرق بين المال الذي يقدمه لها إذا سافر أو عاد وبين الهدية التي قدمتها هي إليه في سفرتها الوحيدة واليتيمة
إن " العطر " الذي قدمته له يساوي كل المال الذي قدمه لها
فالمال من الزوج واجب والهدية شيء آخر
وأحس بالشجن يعصر قلبه وهو يرى هذه الصابرة التي تغسل ثيابه وتعد له أطباقه وأنجبت له أولاده وشاركته حياته وسهرت عليه في مرضه ، كأنما ترى الدنيا أول مرة
ولم يخطر لها يوماً أن تقول له إصحبني معك وأنت مسافر أو حتى لماذا تسافر. لأنهاالمسكينة تراه (فوق) ..
بتعليمه وثقافته وكرمه المالي الذي يبدو له الآن أجوف .. بدون حس ولاقلب ..
أحس بالألم وبالذنب .. وبأنه سجن إنسانة بريئة لعشرين عاماً ليس فيها يوم يختلف عن يوم ..
فرفع يده إلى عينه يواري دمعة لاتكاد تبين ..
وقال لها كلمة.....
قال لها لأول مرة في حياته ولم يكن يتصور أنه سيقولها لها أبد الآبدين ، قال لها : أحـــــبــــك ..
قالها من قلبه .. وتوقفت يداها عن تقليب الحقيبة وتوقفت شفتاها عن الثرثرة ، وأحست أنها دخلت في رحلة أخرى
أعجب من رحلتها الى تلك المدينه ومن البحر ومن الطائرة وألذ ،
رحلة الحب التي بدأت بعد عشرين عاماً من الزواج ، بدأت بكلمة ..
بكلمة صادقة .. فانهارت باكية !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.