الأحد، 20 أبريل 2014

أقمار التجسس


بدأ عصر الفضاء بانطلاق أول قمر صناعي سبوتنيك 1 السوفيتي يوم 4 أكتوبر 1957م ومنذ هذا الوقت نشط التفكير في التحضير لمسرح عمليات جديد بالفضاء الخارجي وفي خلال العقدين التاليين لبدء عصر الفضاء ازدادت أنشطة الأقمار الصناعية في تحقيق الأغراض السلمية والعسكرية.

الأقمار الصناعية العسكرية
المقصود بهذه الأقمار أنها تلك التي تستخدم في الأغراض العسكرية وتشمل الأنواع الآتية:

أولاً: أقمار الاستطلاع وتتضمن الأنواع الآتية:
(1) أقمار الاستطلاع بالتصوير وتشمل: أقمار التفتيش والبحث عن الأهداف.
أقمار الفحص القريب الدقيق.
(2) أقمار الإنذار المبكر.
(3) أقمار الاستطلاع الإلكتروني.

ثانياً: أقمار اكتشاف التفجيرات النووية وتشمل:
1 نظام القصف المداري الجزئي (فويز) ويطلق عليه القنابل المدارية.
2 أقمار الاعتراض "الأقمار المضادة للأقمار الصناعية".
وسوف نتناول أقمار الاستطلاع مع التركيز على أقمار الإنذار المبكر.

أقمار الاستطلاع
بدء ظهور أقمار الاستطلاع (أقمار التجسس):
إن فكرة استغلال الأقمار الصناعية التي وضع مشروعاتها خلال الخمسينيات في القيام بمهام الاستطلاع تعود إلى حادث وقع في مايو 1960م عندما تمكن السوفييت من إسقاط طائرة التجسس الأمريكية يو 2 (U-2) التي كان يقودها الطيار باورز فوق أراضي الاتحاد السوفييتي بواسطة الصواريخ الموجهة أرض- جو المضادة للطائرات سام 2 مما أدى إلى توقف مثل هذا الطلعات فجأة.
وقد ترتب على هذا الحادث أن بدأ البحث عن بديل لهذا النوع من طائرات التجسس يكون في مأمن من تأثير وسائل الدفاع الجوي الحديثة. وخاصة الصواريخ ويا حبذا لو كان هذا البديل بمنجاة من هذه الوسائل كأن يصل خارج مداها المؤثر.
وسريعاً ما ظهر هذا البديل في شكل الأقمار الصناعية وذلك عندما نجح أول نظام أمريكي لأقمار الاستطلاع المزود بالكاميرا والمعروف بنظام المراقبة بالأقمار (ساموس) في أغسطس عام 1960م وقد أطلق على هذا النوع من الأقمار اسم (يو 3) نظراً لأنه يقوم بعمل طائرة التجسس (يو 2) وكانت النتائج التي حصلت عليها الولايات المتحدة الأمريكية من وراء هذا النجاج هامة جداً.
وفي ديسمبر من عام 1962م تمكن الاتحاد السوفييتي من إرسال قمر صناعي حول مدار الأرض ومكث هذا القمر في مداره ثمانية أيام قبل استعادته.

مهام أقمار الاستطلاع:
تتلخص مهام الأقمار الصناعية المستخدمة لأغراض الاستطلاع (أقمار التجسس) في الآتي:
استطلاع
الأهداف الاستراتيجية والمنشآت الصناعية العسكرية وقواعد إطلاق الصواريخ العابرة للقارات التي تطلق من منصات أرضية أو بحرية والقواعد الجوية وخاصة قواعد القاذفات الاستراتيجية ومواقع الرادار من الفضاء الخارجي بطريقة مأمونة خارج مدى أسلحة الدفاع الجوي الحديثة.
اكتشاف
إطلاق الصواريخ الاستراتيجية العابرة للقارات والصواريخ الباليستيكية التي تطلق من الغواصات والإنذار عنها في الوقت الملائم لأن هذه الأقمار قادرة على رصد الصواريخ بمجرد انطلاقها بينما أجهزة الرادار والإنذار بعيدة المدى والتي يصل مداها إلى أكثر من 5000 كيلومتر لا تستطيع أن تحقق اكتشاف الصواريخ العابرة للقارات إلا قبل وصول الضربة إلى أهدافها بوقت من 15 17 دقيقة فقط، أما أقمار الاستطلاع فتستطيع اكتشاف إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات وتأمين الإنذار عنها قبل وصولها إلى الأهداف التي ستوجه إليها بمدة من 25 30 دقيقة وبذلك يمكن لهذه الأقمار توفير وقت يبلغ ضعف الزمن الذي توفره أجهزة الرادار لإكتشاف الهجوم النووي المفاجئ وإعطاء الإنذار للقوات المكلفة بالرد على هذه الهجمات.
اكتشاف
الانفجارات النووية في الجو وفي الفضاء الخارجي مما يساعد على السيطرة على سباق التسلح في الفضاء الخارجي.
الإنفجارات النووية من منطقة الأهداف وتقدير درجة التأثير التي تحدث فيها لتقرير إعادة ضربها بغرض تدميرها.
المراقبة والإرشاد
عن مدى التطور في برامج الفضاء للدول الأخرى مثل ما حدث عندما قامت الأقمار السوفييتية والأمريكية بإكتشاف الإعداد للتجارب النووية في جنوب إفريقيا.
تحقيق مراقبة
مستمرة لأي تغييرات تحدث في تمركز الأسلحة الاستراتيجية باعتبارها أهم وسائل الرقابة الفنية الوطنية للتحقق من تنفيذ التعهدات التي قبلها كل من الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية في تلك الاتفاقية.
مزايا الاستطلاع بالأقمار الصناعية
يمتاز الاستطلاع بالأقمار الصناعية عن الاستطلاع الذي تقوم به طائرات التجسس بالمزايا الآتية:
إمكان مسح مناطق كبيرة في وقت قصير جداً نظراً للسرعة العالية للقمر الصناعي والتي غالباً ما تصل إلى حوالي 000.30 كيلومتر في الساعة.
نظراً للارتفاع العالي الذي تصل إليه أقمار الاستطلاع بالتصوير والذي يبلغ حوالي 200 كيلو متر في المتوسط فإنه يمكن تصوير منطقة مساحتها بضعة آلاف من الكيلومترات المربعة على نفس الفيلم.

مدة بقاء قمر الاستطلاع في المدار طويلة تستمر لعدة أيام تستطيع خلالها تنفيذ جميع مهام الاستطلاع بينما طائرة الاستطلاع لا تقدر على البقاء في الجو إلا لفترة محدودة.
ولذا فإنها تحتاج إلى تكرار الطلعات لتنفيذ كل مهام الاستطلاع التي توكل إليها.
إن الارتفاع الذي تعمل عليه طائرات الاستطلاع يجعلها معرضة للتدمير بوسائل الدفاع الجوي الحديثة على نحو ماحدث لطائرة الاستطلاع الأمريكية فوق أراضي الاتحاد السوفييتي أما أقمار الاستطلاع فإنها تقوم بتنفيذ مهامها خارج مدى هذه الوسائل عدا أقمار الاعتراض والتدمير التي ظهرت أخيراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.